no-photo

5 صفات في الذكاء العاطفي جعلت منه مهارة قيادية أساسية

ينجذب الناس بشكل طبيعي إلى القادة الذين يتمتعون بالبصيرة والتعاطف والضبط الذاتي والوعي بالذات والاستعداد لتحمل مسؤولية أفعالهم بمعنى آخر، كان الذكاء العاطفي دائمًا مهارة قيادية أساسية ومع ذلك، لم نتمكن من التعبير عن أهمية الذكاء العاطفي للقادة إلا في الثلاثين عامًا الماضية تقريبًا،  وفي وقت أكثر حداثة، بدأنا نزرع الذكاء العاطفي في الإدارة بشكل واعٍ.

ما هي الصفات التي تجعل الشخص ذكيًا عاطفيًا؟ وما هي العلاقة بين الذكاء العاطفي والقيادة الفعالة؟ والأهم من ذلك، هل يمكن للناس تعلم الذكاء العاطفي وممارسته، أم أنه سمة ثابتة؟

ما هو الذكاء العاطفي؟

إذا كان المفهوم التقليدي للذكاء يعني أنك ماهر في اكتساب المعلومات وتطبيقها وربطهنا مع بعضها البعض ، فإن الذكاء العاطفي يعني أنك ماهر في التعرف على المشاعر وإدارتها ، يُختصر أحيانًا بالحروف EI أو EQ (مقتبس من IQ)، حيث يمكن للقادة الأذكياء عاطفيًا تطبيق هذه المهارات على أنفسهم وعلى من حولهم.

نظرية الذكاء العاطفي اشتهرت على يد عالم النفس دانيال جولمان. وفي مقال نشر عام 1998 في Harvard Business Review بعنوان "ما الذي يصنع القائد؟"، قسم الذكاء العاطفي إلى خمسة عناصر رئيسية:

↩ الوعي الذاتي: التعرف على مشاعرك الخاصة وتأثيراتها عليك وعلى الآخرين.

↩ الضبط الذاتي: إدارة مشاعرك لإنتاج نتائج أكثر إيجابية.

↩ الدافع: امتلاك دوافع داخلية مستقلة عن المال أو الاهتمام أو الترقية.

↩ التعاطف: فهم مشاعر الآخرين ومنظوراتهم.

↩ المهارات الاجتماعية: إدارة التواصل وبناء العلاقات وحل النزاعات لتحقيق نتائج إيجابية.

لماذا يُعد الذكاء العاطفي مهمًا للقيادة؟

لفهم فوائد الذكاء العاطفي في المناصب القيادية بشكل كامل، نحتاج إلى تحليل قيمة كل من المكونات الخمسة للذكاء العاطفي على حدة:

1. أهمية الوعي الذاتي

الوعي الذاتي شرط أساسي للضبط الذاتي إلى جانب التعرف على مشاعرك في الوقت الفعلي، يشمل الوعي الذاتي القدرة على إدراك تأثير مشاعرك على سلوكك وعلى الأشخاص من حولك.

يمكن للقادة الواعين ذاتيًا التعرف على عواقب مشاعرهم، وفهم النغمة التي يحددونها في العلاقات، وتقييم المواقف بشكل أكثر موضوعية، وإدراك نقاط قوتهم وضعفهم.

2. أهمية الضبط الذاتي

مرادف آخر للضبط الذاتي هو "التحكم في النفس"، وهو يشمل القدرة على البقاء هادئًا في المواقف العصيبة وإدارة الغضب أثناء النزاعات الشخصية،وبذلك، يمكنك التصرف بشكل أكثر إيجابية والتعبير عن نفسك بشكل مناسب.

الضبط الذاتي ضروري لبناء الجسور بدلاً من حرقها، نادرًا ما يتخذ المديرون الذين يمتلكون ضبطًا ذاتيًا قرارات متهورة أو ينخرطون في نوبات غضب عاطفية، ونتيجة لذلك، يمكن لمرؤوسيهم الوثوق بهم لكونهم متوقعين وعادلين ومدروسين في أفعالهم.

3. أهمية الدافع

يساعدك الدافع الداخلي على التركيز على أهدافك، بغض النظر عن ردود الفعل الخارجية، وهو يعني الحفاظ على الحماس رغم التحديات والعقبات وعدم الانحراف عما هو أهم.

لا يقاد القادة الأذكياء عاطفيًا بدوافع خارجية مثل الاهتمام أو المال أو الترقية، بل لديهم دوافع داخلية، مثل الرغبة في التعلم أو اتباع قيمهم الشخصية أو تحقيق رؤية معينة، كما أن معاييرهم لتقييم أدائهم تميل إلى أن تكون داخلية أيضًا.

القادة المدعومون بدوافع داخلية هم قادة شغوفون، والقادة الشغوفون عادةً ما يكون لديهم تأثير مُعدٍ عندما يتعلق الأمر بالتحفيز، فهم يتفوقون في مشاركة رؤيتهم وتفاؤلهم، مما يعزز معنويات الموظفين، ويمكنهم دفع أنفسهم والآخرين لتحقيق المزيد.

4. أهمية التعاطف

يتضمن التعاطف رؤية الأمور من منظور الآخرين، إن فهم سبب تصرف الناس وردود أفعالهم بطريقة معينة يمكن أن يساعدك في توجيه النتائج.

يمكن للقادة المتعاطفين حل النزاعات وتقييم العدالة بدقة أكبر، كما أن إدراكهم يساعدهم في منع النزاعات من خلال التعرف على مشاعر من حولهم أو حتى توقعها، فهم يجعلون أتباعهم يشعرون بالرعاية والدعم والتقدير، مما يؤدي إلى ارتفاع المعنويات والتحفيز والرضا الوظيفي، بدورها، تؤدي هذه المشاعر إلى زيادة مشاركة الموظفين وإنجازاتهم واستبقائهم.

5. أهمية المهارات الاجتماعية

القادة الذين يتمتعون بمهارات اجتماعية ممتازة يجيدون نقل أفكارهم بدقة إلى الآخرين وإيجاد أرضية مشتركة، كما أنهم يتفوقون في حل النزاعات الشخصية وتعزيز الثقة وبناء علاقات قوية.

كل هذه المهارات الخمس تعزز فعالية المدير في تحديد أهداف الفريق وتجاوز العقبات وخلق تعاون مثمر.

الذكاء العاطفي في القيادة
برنامج تدريبي

إدارة الذكاء العاطفي في القيادة الإبداعية

البرنامج الأكثر طلباً

اكتسب مهارات القيادة الفعالة من خلال فهم وإدارة المشاعر لتحقيق التميز التنظيمي وبناء فرق عمل استثنائية في بيئات العمل المتغيرة.

4.9
سارع بالتسجيل

هل يمكن للناس تعلم الذكاء العاطفي؟

في بعض الأحيان، يبدو أن القادة الفعالين يمتلكون قدرة سحرية، بينما في الواقع، هم فقط ماهرون في مجموعة محددة من الكفاءات والمهارات، والخبر السار هو أن أي شخص يمكنه تطوير هذه المهارات وتحسينها حيث أنه :

يمكن للقادة تحسين وعيهم الذاتي من خلال كتابة اليوميات، وطلب ردود فعل صادقة من الآخرين، والانتباه إلى أفكارهم ومشاعرهم وسلوكياتهم.

يمكنهم تعزيز قدرتهم على الضبط الذاتي من خلال التوقف لتهدئة أنفسهم قبل الرد، وتحمل المسؤولية عن ردود أفعالهم في المواقف العاطفية، وإعادة صياغة أنماط التفكير المشوهة بوعي.

يمكنهم زيادة دوافعهم الداخلية من خلال استكشاف الطرق التي ترتبط بها وظيفتهم بمُثُلهم وشغفهم، وممارسة وضع الأهداف المنظمة وتحقيقها.

يمكنهم تنمية التعاطف من خلال وضع أنفسهم مكان الآخرين، وتثقيف أنفسهم حول وجهات نظر وتحديات الأشخاص المختلفين عنهم، والنظر بانتظام في وجهات نظر الآخرين، كما أن ممارسة قراءة "الإشارات العاطفية" من خلال لغة الجسد ونبرة الصوت واختيار الكلمات وغيرها من التلميحات مفيدة أيضًا.

يمكنهم تحسين مهاراتهم الاجتماعية من خلال ممارسة مهارات التواصل اللفظي وغير اللفظي، وتعلم تقنيات الاستماع الفعال وحل النزاعات، ومحاولة إظهار اهتمام حقيقي بالآخرين.

تطوير الذكاء العاطفي والفعالية القيادية

تتطلب القيادة الفعالة، سواء في إدارة فريق أو قيادة مؤسسة، مجموعة واسعة من المهارات التي تحتاج جميعها إلى ممارسة، من السهل إهمال الذكاء العاطفي لصالح مهارات أكثر واقعية مثل إدارة الوقت أو الموازنة، ومع ذلك، فإن المكونات الخمسة للذكاء العاطفي هي الأساس لإلهام الآخرين وتحفيزهم وكسب ولائهم.







loader