في عالم يشهد تطورًا سريعًا في مجال الابتكار الرقمي، تجد العديد من الشركات نفسها أمام تحدي كبير يتعلق بالوقت والموارد المتاحة لإعادة بناء أو تصميم إطار رقمي مخصص لها كثيرًا ما يعتقدون أنهم بحاجة إلى مرونة وابتكار أكبر من المعتاد لمواكبة التغيرات السريعة في الأسواق بالإضافة إلى ذلك، تواجه هذه الشركات تحديات متعددة في التعامل مع الأدوات التقنية المتاحة، مما يجعلها تشعر أن هذه الأدوات قد لا تلبي احتياجاتها بشكل كامل هذه العوامل تجعلها مترددة في اتخاذ خطوة بناء إطار رقمي جديد، رغم أن هذه الخطوة قد تكون أساسية لتحقيق النجاح المستدام والابتكار في المستقبل.
عندما تقرر منظمة الطريقة الأفضل لتوسيع نطاق وتحقيق تحول رقمي في أعمالها، من الحتمي أن تختلف وجهات النظر للأطراف المعنية، مما يبطئ من هذه العملية ويجعلها تاخذ المزيد من الوقت فقد يرغب كل طرف في تنفيذ رؤيته الخاصة على الجزء الذي يمتلكه بعضهم وهذا الامر قد يعطل التحويل السريع الذي تطمح له المؤسسة.
يمكن أن يؤدي غياب الوضوح حول من يملك اتخاذ القرارات بشأن المحتوى، التصميم، بنية المعلومات، المنصات، وغيرها، إلى تعطيل أي مبادرة رقمية من دون هذا الوضوح في اتخاذ القرارات، يصبح تحول الشركة الرقمي أطول وأكثر تكلفة بمرتين من المتوقع.
تحتاج المؤسسات إلى تبسيط عملية اتخاذ القرارات، لتعزيز التعاون، وفي النهاية للحفاظ على تجربتها الرقمية تحتاج إلى إطار حوكمة رقمية وخارطة طريق تُمكّن من سير العمل بسرعة وسلاسة وفعالية أكبر.
لماذا الحوكمة؟
التواجد الرقمي دون وجود حوكمة يصبح غير فعال وقد يتحول إلى عملية بيروقراطية حيث تعتبر الحوكمة عنصرًا أساسيًا لتيسير العملية، حيث تساهم في تقليل الغموض والشكوك من خلال تحديد المسؤوليات وسلطات اتخاذ القرارات بشكل واضح لجميع القضايا الرقمية وهذا لا يعني أنه لا يمكن للأشخاص غير المسؤولين عن اتخاذ القرارات تقديم مدخلات أو اقتراحات جديدة ومبتكرة، بل يعني أنه بعد النظر في كافة المعلومات، تكون المنظمة قد حددت بوضوح كيفية اتخاذ القرارات وتنفيذها.
يمكن تعريف الحوكمة الرقمية هي إطار عمل لتحديد المسؤوليات، الأدوار، اتخاذ القرارات، وسلطة إدارة التغيير لتواجد المؤسسة الرقمي حيث يساعد وجود إطار حوكمة رقمي مصمم بشكل جيد في تقليل الجهد والتكلفة ويضمن كفائة الأعمال الرقمية كما يجب أن يكون التركيز الفوري على إنشاء الحوكمة وكسر الحواجز بينما يتم التنسيق حول المعايير التالية:
- الاستراتيجية والحوكمة
- التنظيم الرقمي والثقافة
- التكنولوجيا
- البيانات والتحليلات
- الأتمتة
- الرؤى والمشاركة
1. الاستراتيجية والأساس
يجب على الفرق الرقمية المتواجدة في المؤسسة أولاً تحديد مستوى نضجها الرقمي بمجرد تحديده، يجب عليهم تعريف الطموح الرقمي واستراتيجية الأعمال الخاصة بالشركة، مع ضمان التنسيق عبر مختلف المجالات.
مؤشرات الأداء الرئيسية (KPIs): يجب تحديدها وتوحيدها حيثما أمكن لدعم القياس والتحسين وتعزيز ثقافة التجربة والتعلم و يجب استخدام هذه الرؤى لتخطيط خارطة الطريق، الاستثمارات، الخبرة، المشاركة، والعمليات.
إطار اتخاذ القرار: ينسق ويصادق على عملية اتخاذ القرارات حيث يساعد على تجنب الشعور بالإرهاق الذي قد يحدث مع الخيارات الكبيرة ويتيح التركيز على المهام الأكثر أهمية.
نموذج الاستراتيجية الرقمية: أدوات التنظيم والتنسيق يبني الوحدة بين رؤية الشركة النهائية للنجاح والطريقة التي يقود بها القادة والمساهمون الفرديون نتائج الأعمال. يضمن فعالية التحول وخارطة الطريق نحو افضل اداء للتواجد الرقمي.
2.التنفيذ
مع تأكيد استراتيجية التحول الرقمي، حان الوقت لتنفيذ إطار الحوكمة الرقمية اذ يجب على الأطراف المعنية تحديد خطط العمل القصيرة والطويلة الأجل والأنشطة اللازمة لتحقيق الأهداف الاستراتيجية للمنظمة و في هذه المرحلة، يجب على المنظمة تحديد لجنة رقمية—الأطراف المسؤولة—وإدارة البرنامج لإنشاء خطة مشروع، ومشاركة الرؤية، وتوفير الموارد، وتحديد مقاييس النجاح الرئيسيةو إليك كيف:
هل ترغب في اكتساب مهارات متقدمة في مجال الأمن السيبراني؟ هذه الشهادة المعتمدة تؤهلك للعمل كفني متخصص في الحماية من التهديدات الإلكترونية.
التحول الرقمي الناجح يتطلب تصميم وتنفيذ خطة استراتيجية محكمة تهدف إلى تحقيق الأهداف المنشودة بكفاءة وفعالية حيث شمل ذلك مراحل متعددة تتناول تحديد الموارد، بناء شراكات استراتيجية، تحسين العمليات، ووضع سياسات وإجراءات تسهم في تحقيق التحول الرقمي السلس. فيما يلي شرح مفصل لكل خطوة:
↩ تخطيط الموارد والأدوار:
يبدأ التحول الرقمي بتحديد الموارد اللازمة لضمان التنفيذ الفعّال و يشمل ذلك الموارد البشرية، مثل الفرق المتخصصة في التكنولوجيا وإدارة المشاريع، والموارد المالية اللازمة للاستثمار في الأدوات والتقنيات.
لتجنب التعارض في المهام وتحديد المسؤوليات بدقة، يتم استخدام مصفوفة RACI، التي تعني (المسؤولية، المساءلة، الاستشارة، الإبلاغ). هذه الأداة تضمن وضوح الأدوار لكل فريق أو فرد، ما يعزز التعاون ويقلل من التداخل أو الازدواجية في العمل.
↩ بناء شراكات استراتيجية:
التحول الرقمي ليس عملية فردية بل يتطلب التعاون مع شركاء خارجيين لديهم الخبرة والموارد اللازمة. بناء شراكات استراتيجية مع شركات تقنية، مقدمي خدمات، أو مستشارين متخصصين يساعد في تسريع العملية وضمان مواكبة أحدث التقنيات.
على سبيل المثال، يمكن أن تسهم هذه الشراكات في توفير حلول متطورة مثل الأتمتة، الذكاء الاصطناعي، أو تحليلات البيانات، والتي تعزز الكفاءة وتضيف قيمة للعملية الرقمية.
↩ تحسين سرعة وجودة المبادرات:
بناء خطة عمل واضحة هو المفتاح لزيادة سرعة تنفيذ المشاريع الرقمية وضمان جودتها يجب أن تشمل هذه الخطط تحديد الجداول الزمنية، مراحل الإنجاز، ومعايير الأداء كما يجب تحسين العمليات الداخلية لتقليل العقبات، مع التركيز على تقديم المنتجات أو الخدمات الرقمية بسرعة دون التضحية بالجودة.
↩ تطوير وتنفيذ السياسات:
السياسات هي الأساس الذي يُبنى عليه التحول الرقمي تشمل هذه السياسات العديد من الجوانب، منها:
- إدارة البرامج: وضع آليات لإدارة المشاريع الرقمية وضمان تحقيق أهدافها.
- عمليات التسليم:تحديد إجراءات واضحة لتسليم المهام أو المنتجات.
-إدارة الموردين: ضمان التعاقد مع الموردين المناسبين وإدارة علاقاتهم بفعالية.
-إدارة التغيير: وضع خطط استباقية للتعامل مع التحديات التي قد تواجهها المنظمة أثناء التحول الرقمي.
- حوكمة التطبيقات: ضمان استخدام التطبيقات والتقنيات وفق السياسات الداخلية والامتثال للمعايير القانونية.
- إدارة المخاطر: تحديد المخاطر المحتملة ووضع خطط لتقليل تأثيرها.
هل ترغب في تعلم كيفية وضع استراتيجيات فعالة وتحقيق أهدافك المهنية؟ هذا البرنامج التدريبي يقدم لك أدوات وتقنيات التخطيط الاستراتيجي.
↩ تحديد الأولويات وأتمتة العمليات:
بما أن الموارد غالبًا ما تكون محدودة، يجب تحديد الأولويات بوضوح لضمان توجيه الجهود نحو الأنشطة الأكثر أهمية وتأثيرًا كما أن أتمتة العمليات المتكررة تسهم في تحسين الكفاءة، حيث يتم تنفيذ المهام بسرعة ودقة أكبر باستخدام الأدوات التقنية المناسبة.
↩ إدارة التغيير:
التحول الرقمي يتطلب تغييرات جذرية على مستوى العمليات، الأدوات، والثقافة التنظيمية لذلك، يجب وضع خطة لإدارة التغيير تتضمن تدريب الموظفين، رفع الوعي بأهداف التحول، ومعالجة أي مقاومة محتملة للتغيير.
↩ حوكمة الطلبات والمنصات:
إطار الحوكمة يضمن تنسيقًا فعالًا بين مختلف الفرق والعمليات و يشمل ذلك وضع سياسات لإدارة الطلبات الرقمية، اختيار المنصات المناسبة، وتحديد أولويات الاستثمارات كما يساعد ذلك في تحقيق الاتساق وتقليل الهدر وضمان استخدام الموارد بفعالية.
تصميم وتطبيق حوكمة تكنولوجيا المعلومات - COPIT 2019
قم بتطوير مهاراتك في تصميم وتطبيق منهجية الأهداف والنتائج الرئيسية انضم الآن إلى برنامج "تصميم وتطبيق حوكمة تكنولوجيا المعلومات - COPIT 2019" لتعزيز معرفتك بأفضل ممارسات الحوكمة وتطوير مهاراتك في هذا المجال الحيوي. استفد من خبرة المتخصصين واكتسب أدوات فعّالة لتمكين نجاح مشاريعك التقنية.اف استراتيجية بفعالية.
↩ إدارة اللجنة:
اللجنة الرقمية هي الجهة المسؤولة عن متابعة تنفيذ الاستراتيجية اذ يجب تحديد آليات عمل اللجنة بوضوح، مثل وضع جدول زمني لاجتماعاتها وتحديد أجندتها تعمل هذه اللجنة على ضمان التواصل الفعّال بين الأطراف المعنية وتحقيق الأهداف المشتركة.
3. التنفيذ والمراقبة:
لا تنتهي رحلة إطار الحوكمة الرقمية للمنظمة مع التنفيذ، ويجب على القادة تتبع وإدارة استخدام الأطراف المعنية للإطار وقياس مؤشرات الأداء الرئيسية من خلال التحليلات يتطلب بناء برنامج إنفاذ فعال إدارة الأفراد (مع مزيج من المهارات والخبرات بما في ذلك الهندسة، القانونية، والإدارية)، التوظيف، التدريب، إدارة الموردين، والتواصل الجيد لتحديد المخاطر بينما توسع المنظمات بصمتها العالمية متعددة القنوات وتنضج خارطة الطريق الخاصة بها، تصبح الحوكمة الرقمية عامل نجاح رئيسي من المهم تقليل المناقشات والتشويش بشأن الحضور الرقمي للمنظمة من خلال تحديد سلطة اتخاذ القرار الواضحة للاستراتيجية الرقمية، والسياسات الرقمية، والمعايير الرقمية حيث نوصي بتشكيل لجنة رقمية للتعامل مع المسؤوليات التالية: