اختتام ورشة "قيادة الاستثمار في رأس المال البشري والفكري" في طرابلس بتنظيم من مجموعة الجهود
2025-05-08
اختتمت في العاصمة الليبية طرابلس ورشة العمل المتخصصة بعنوان "قيادة الاستثمار في رأس المال البشري والفكري"، والتي نظمتها مجموعة "الجهود" في إطار جهودها المستمرة لتعزيز قدرات المؤسسات والأفراد في المنطقة العربية، وتسليط الضوء على أهمية الاستثمار في المورد البشري بوصفه أحد أهم ركائز التميز المؤسسي والاستدامة التنموية، وقد شهدت الورشة تفاعلاً واسعاً من المشاركين، الذين يمثلون قطاعات متعددة من المؤسسات الحكومية والخاصة، حيث تناولت الورشة على أبرز المفاهيم والتطبيقات العملية في مجال إدارة وتطوير رأس المال البشري، مع تركيز خاص على قياس العائد على الاستثمار في التدريب والتطوير المؤسسي.
وقد شكلت هذه الورشة فرصة حقيقية لفهم التحول العالمي في النظرة إلى إدارة الموارد البشرية، والتي لم تعد تقتصر على الجوانب الإدارية التقليدية، بل باتت ترتكز على مفهوم أعمق وأكثر استراتيجية وهو رأس المال البشري، الذي يرى في الموظف مورداً استثمارياً متجدداً يمتلك المعارف والمهارات والإمكانيات التي يجب تنميتها بشكل منهجي ومدروس لضمان تحقيق النمو المؤسسي المستدام، وأكدت الورشة أن الموظف اليوم هو المحرك الأساسي للابتكار والتميز، وأن قياس أثر التدريب لا يقتصر على المعرفة المكتسبة، بل على مدى تطبيقها العملي وتأثيرها المباشر على أداء المؤسسة وإنتاجيتها وربحيتها.

الخطة التدريبية لمجموعة الجهود 2025
اكتشف خطتنا التدريبية المصممة خصيصًا لك لتحقيق أقصى استفادة. لا تفوت الفرصة لقراءة التفاصيل كاملة
تعرف اكثر
وقد برز دور مجموعة "الجهود" كمحرك أساسي في بناء الوعي المهني والمؤسسي تجاه أهمية الاستثمار في رأس المال البشري، من خلال تصميم وتنفيذ ورش عمل تواكب أحدث المنهجيات العالمية وتلبي حاجات المؤسسات العربية في ظل التحديات التنافسية المتزايدة، وقدمت المجموعة خلال الورشة محتوى علمياً وتطبيقياً يعكس عمق خبرتها في مجال التدريب وقياس الأثر، مما ساعد المشاركين على استيعاب الأدوات والنماذج العملية مثل نموذج كيركباتريك ونموذج فيليبس، والتي تُعد من أكثر النماذج فاعلية في ربط التدريب بالعائد على الاستثمار.
تناولت الورشة بشكل دقيق مفهوم قياس العائد على الاستثمار (ROI) من التدريب، حيث أظهرت الدراسات والإحصائيات التي طُرحت أن كل دولار يُنفق على التدريب يمكن أن يولد عائداً يتراوح بين 2.5 إلى 4.5 دولار، ما يؤكد على أن التدريب ليس ترفاً بل أداة استراتيجية لتحسين الأداء المؤسسي. كما بينت الورشة أن المؤسسات التي تعتمد على قياس الأثر بانتظام تسجل ارتفاعاً في إنتاجية الموظفين بنسبة 20%، إضافة إلى تقليل تكاليف البرامج التدريبية غير الفعالة بنسبة 15%، وهو ما يجعل من عملية التقييم ضرورة ملحة لضمان فاعلية الاستثمار التدريبي.
ركزت الورشة في محاورها الثلاثة على النظرة الاستراتيجية للاستثمار في رأس المال البشري، وقياس العائد على الاستثمار في التدريب، والنماذج الأساسية لقياس فعالية التدريب. وقد تم استعراض تجارب واقعية وأمثلة تطبيقية من مؤسسات عالمية، مما أتاح للمشاركين فرصة الربط بين النظرية والتطبيق، والتفاعل مع الأنشطة العملية المصممة لمساعدتهم على بناء خطط تقييم واقعية تعتمد على تحليل البيانات واتخاذ القرارات بناءً على مؤشرات أداء واضحة ومحددة.
كما ناقش المشاركون التحديات التي تواجهها المؤسسات في ليبيا والمنطقة العربية في إثبات فاعلية التدريب وجدواه المالية، حيث أظهرت الورشة أن 70% من المؤسسات لا تزال تجد صعوبة في إثبات العائد من برامجها التدريبية، ما يفرض على قادة الموارد البشرية والتعلم والتطوير تبني أدوات دقيقة لقياس الأثر ومواءمة البرامج مع الأهداف الاستراتيجية للمؤسسة.
في ختام الورشة، عبّر المشاركون عن امتنانهم لمجموعة "الجهود" على ما قدمته من محتوى علمي وتطبيقي رفيع المستوى، مؤكدين أن هذه الورشة ساعدتهم على فهم أهمية الاستثمار في رأس المال البشري ليس فقط من منظور تنموي بل كمصدر لتحقيق الميزة التنافسية المستدامة، وشددوا على أهمية تعميم هذا النوع من الورش في مختلف أنحاء ليبيا والمنطقة العربية، نظراً لدورها المحوري في تطوير الكفاءات المؤسسية وربط التدريب بالنتائج القابلة للقياس والتحقق.
وقد أكدت مجموعة "الجهود" في ختام الورشة التزامها بمواصلة تنظيم مبادرات نوعية تُسهم في تعزيز ثقافة الاستثمار في الإنسان، وتمكين المؤسسات من تطوير قدراتها البشرية بأسلوب علمي يُسهم في رفع كفاءة الأداء وتحقيق الأهداف الاستراتيجية، مما يعكس رؤيتها في أن يكون رأس المال البشري في صميم عملية التنمية المستدامة والتحول المؤسسي الحقيقي.